طالبان تنفذ ثاني عملية إعدام علنية منذ عودتها إلى السلطة في أفغانستان

طالبان تنفذ ثاني عملية إعدام علنية منذ عودتها إلى السلطة في أفغانستان

أعدمت سلطات طالبان مدانا بتهمة القتل رميا بالرصاص الثلاثاء في ساحة مسجد بإحدى الولايات الأفغانية، حسب ما أعلن مسؤولون، وهي عملية الإعدام العلنية الثانية منذ عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021.

وجاء في بيان لمسؤولي الإعلام المحليين إن المحكوم "أعدم علنا في بلدة سلطان غازي بابا، مركز ولاية لغمان، كي يتألم ويصبح درسا للآخرين"، وفقا لوكالة فرانس برس.

وقال المسؤولون إن القاتل يدعى "أجمل ابن نسيم" وبأنه قتل خمسة أشخاص.

وأفاد مسؤول لدى قسم الإعلام والثقافة في الولاية بأن قرابة 2000 شخص حضروا الإعدام، بين بينهم أقارب ضحايا أجمل، وأن العقوبة وتنفيذ الحكم، وفقا للشريعة.

وكان المرشد الأعلى في أفغانستان هيبة الله أخوندزاده قد أمر القضاة العام الماضي بتنفيذ جميع جوانب الشريعة بما فيها مبدأ القصاص.

وقال أحد شهود العيان على عملية الإعدام الثلاثاء: "شاهدت إعدام الرجل بموجب القصاص بعد امتناع عائلة الضحية عن العفو عنه".

وأضاف طالبا عدم ذكر اسمه: "أطلق عليه الرصاص، أظن ست مرات، لم أتمكن من التأكد مما إذا مات، لكنه نقل لاحقا في سيارة إسعاف".

وقال مسؤول محلي إن أجمل أُعدم بنيران رشاش إيه كي-47 أطلقها جلاد وليس أحد أقارب الضحايا وهو ما يسمح به مبدأ القصاص.

 خوف شديد 

في عملية الإعدام التي نفذت في ولاية فراه في ديسمبر، كان والد الضحية من أطلق النار على قاتل ابنه.

وقال شاهد العيان على إعدام الثلاثاء إن "في مثل تلك الجرائم، من الجيد أن يشاهد الناس ويشعروا دائما بالخوف قبل ارتكاب تلك الأفعال غير الإنسانية".

أضاف: "ساد شعور بالخوف الشديد، كان الجو مفعما بالمشاعر، لسنا معتادين على هذه الأمور".

وأعلنت المحكمة العليا لأفغانستان في بيان أن جميع وسائل الاستئناف استنفدت في قضية أجمل، وأن القرار النهائي بتنفيذ الإعدام اتخذه المرشد الأعلى.

وأكد البيان: "إجراء المرشد الأعلى أبحاثا استثنائية نوقشت مع العلماء في تجمع كبير".

وأضاف: "في نهاية المطاف، تمت الموافقة على مبدأ القصاص للقاتل وصدر أمر تطبيق القصاص".

وأوضح البيان أن أجمل قتل خمسة أشخاص “في مرحلتين”، فقد قتل أربعة أشخاص في منزل بولاية لغمان ثم قتل رجلا في مكان آخر.

ولم يتضح تاريخ ارتكاب جرائم القتل.

ومع أن الإعدامات العلنية كانت أكثر شيوعا في فترة الحكم السابقة لطالبان بين 1996 و2001، إلا أن أول إعدام نفذته السلطات منذ عودتها للحكم كان في ديسمبر العام الماضي في ولاية فراه.

لكن تنفَذ بشكل متكرر علنا أحكام بالجلد لجرائم أخرى من بينها السرقة والزنا وشرب الكحول.

أزمة إنسانية عنيفة

وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.

عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.

ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة ما يزيد عن 55% من سكان أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية